سادسًا: فكما أن اتخاذ هذه
الأماكن، والتوسع في إحيائها وسيلة إلى انفتاح باب البدع، والعناية بالمقامات
والآثار التي تُروى عن السابقين من الأنبياء والصالحين، ويفتح هذا بابًا على
الإسلام، فتُهجـر المساجد، وتُحيى المشاهد، وهذا يفضي إلى الشرك بالله عز وجل
فإنَّ الشرك إنما يُبنى على مثل هذا.
وقوله رحمه الله:
«والله - سبحانه - يقرن في كتابه بين الشرك والكذب، كما يقرن بين الصدق والإخلاص»
فالشرك يُبنى على الكذب، والإخلاص والتوحيد يُبنيان على الصدق واليقين.
من الأدلة على أنَّ
الشرك مبني على الكذب:
أولاً: قرن شهادة الزور
بالشرك، شهادة الزور، من أعظم الكذب، قُرنت بالشرك، ففي قوله صلى الله عليه وسلم: «عَدَلَتْ
شَهَادَةُ الزُّورِ شِرْكًا بِاللَّهِ» ([1]) يعني ساوته، والله
جل وعلا قال: ﴿فَٱجۡتَنِبُواْ
ٱلرِّجۡسَ مِنَ ٱلۡأَوۡثَٰنِ وَٱجۡتَنِبُواْ قَوۡلَ ٱلزُّورِ﴾ وقرن بين قول الزور
وبين الرجس من الأوثان؛ لأنَّ الشرك مبني على الزور، وعلى الكذب.
ثانيًا: قوله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ كُنتُمۡ
تَزۡعُمُونَ﴾ يدلُّ على أنَّ الشرك مبني على الزعم الكاذب.
ثالثًا: أنَّ المشركين لا يقدرون أن يقيموا دليلاً على شركهم يوم القيامة؛ فإنهم يطالبون بالبرهان، فيعجزون عن ذلك، ويعلمون أنهم كاذبون - والعياذ بالله.
الصفحة 1 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد