رابعًا: قوله تعالى: ﴿إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ
وَقَوۡمِهِۦ مَاذَا تَعۡبُدُونَ ٨٥ أَئِفۡكًا ءَالِهَةٗ دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ﴾ قرن - سبحانه - بين
عبادة غيره، وبين الإفك وهو الكذب؛ لأن عبادة غير الله والشرك به مبنيان على الكذب
والزعم والظنون.
خامسًا: قوله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُمۡ
أَنَّهُمۡ فِيكُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيۡنَكُمۡ وَضَلَّ عَنكُم مَّا
كُنتُمۡ تَزۡعُمُونَ﴾ والزعم هو الكذب، وهذا دليل على أنَّ الشرك دائمًا مبني
على الكذب والإفك.
سادسًا: قوله تعالى: ﴿لَا يَهۡدِي مَنۡ هُوَ كَٰذِبٞ
كَفَّارٞ﴾ بعد قوله: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ
إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ فالله حكم عليهم
بالكفر، وحكم عليهم بالكذب، فدل على أن الكفر مبني على الكذب والبهتان.
سابعًا: فقوله تعالى: ﴿وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا
كَانُواْ يَفۡتَرُونَ﴾ أي: من الكذب والشرك بالله عز وجل وأن اتخاذهم هؤلاء
الأولياء مبني على الكذب وعلى البهتان، فيتجلّى هذا يوم القيامة - والعياذ بالله -
إذا جاء الحساب، وطلبت الحجج والبينات.
ثامنًا: قوله: ﴿وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ﴾ أي: على أي شيء يعتمدون في ذلك؟ يعتمدون على الظن، والظن هو أكذب الحديث، ﴿وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ﴾ أي: يكذبون.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد