وقد قال صلى الله عليه وسلم: «صَلاَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ» ([1]) فتراهم إذا جاؤوا إلى المسجد الحرام لا يستقِرُّون فيه، وإنما يذهبون إلى القبور والغيران وما يسمونه دار المولد... إلخ. وقد عدّ النبي صلى الله عليه وسلم الحج من الجهاد في سبيل الله، لما له من الفضل، ولما يبذل فيه من الجهد والمال والتعب، فهو نوع من الجهاد، ليس هناك شيء أفضل من الحج، إلاّ ما سبقه من فرائض الإسلام؛ كالتَّوحيد والصلاة والزكاة وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام، فإنه من أفضل العبادات ومن أفضل الأعمال، لكن هؤلاء عكسوا الأمر، فقالوا: إنَّ زيارة المشاهد والأضرحة أفضل من الحج إلى بيت الله الحرام، ولذلك كانوا يُقبلون عليها بالأعداد الهائلة، ويزورونها، ويسمّون ذلك: الحجَّ أو الزيارة، ويحبسون الأموال لأجل هذه المشاهد، ويعظّمونها من دون الله عز وجل ويحترمونها أعظم مما يحترمون المسجـد الحرام والمسجد النبوي والمساجد المبنية على طاعة الله سبحانه وتعالى وألّفوا في ذلك مناسك سمّوها: مناسك حج المشاهد، مضاهاة لبيت الله الحرام.
الصفحة 1 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد