ومن هؤلاء من يرى أنَّ السفر لزيارة قبر النبي صلى
الله عليه وسلم أفضل من حج البيت.
وبعضهم إذا وصل المدينة رجع، وظن أنه حصل له المقصود،
وهذا لأنهم ظنوا أنَّ زيارة القبور إنما هو لأجل الدعاء عندها والتوسل بها وسؤال
الميت ودعائه.
*****
أصل السفر: لأجل
زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من القبور ممنوع؛ لأنه صلى الله عليه
وسلم قال: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ:
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالمَسْجِدِ الأَْقْصَى» ([1]) فالسفر من أجل
العبادة في مكان من الأمكنة لا يجوز إلاّ إلى هذه المساجد الثلاثة، فكيف إذا انضاف
إلى السفر المحرّم زيارة قبر النبيِّ صلى الله عليه وسلم أو التعلق به، ودعاؤه من
دون الله، والاستغاثة به؟! والسبب في ذلك الغلو، فسدّ صلى الله عليه وسلم الوسيلة
المفضية إلى الشرك بالله عز وجل فالذي يزور القبر النبوي أو غيره من أجل الاستغاثة
به أو الصلاة عنده، يكون مُخالفًا للأدلة الشرعية التي منع منها النبي صلى الله
عليه وسلم وحذّر منها.
بعضهم إذا وصل المدينة رجع وترك الحج، وظنَّ أن هذا يغنيه عن الحج؛ لأنهم يظنون أنَّ المقصود زيارة القبر النبوي والاستغاثة به ودعاؤه من دون الله عز وجل فعندهم أن هذا هو الحج، فيرجعون، ولا يحجُّون!
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1189)، ومسلم رقم (1397).
الصفحة 2 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد