فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ النذر لا يأتي
بخير، وأنه ليس من الأسباب الجالبة للخير، أو الدافعة للشر أصلاً.
وإنما يوافق القدر موافقة كما توافقه سائر الأسباب،
فيُخْرَج من البخيل حينئذٍ ما لم يكن يخرجـه قبل ذلك، ومع هذا فأنت ترى الذين
يحكون أنهم وقعوا في شدائد فنذروا نـذرًا لكشف شدائدهم أكثر أو قريبـًا من الـذين
يزعمون أنهم دعَوْا عند القبور أو غيرها فقُضيت حوائجهم.
بل من كثرة اغترار المضلِّين بذلك، صارت النذور
المحرمة في الشرع مآكل لكثير من السدنة والمجـاورين العاكفين عند بعض المساجـد على
القبور أو غيرها.
ويأخذون من الأموال شيئًا كثيرًا، وأولئك الناذرون
يقول أحدهم: مرضت فنذرت.
ويقول الآخر: خرج عليّ المحاربون فنذرت، ويقول الآخر:
ركبت البحر فنذرت، ويقول الآخر: حبست فنذرت، ويقول الآخر: أصابتني فاقة فنذرت. وقد
قام في نفوسهم أنَّ هذه النذور هي السبب في حصول مطلوبهم، ودفع مرهوبهم.
*****
فحصول مطلوب النـاذر ليس سببه النذر وإنما يحصل
مطلوبه لقدرٍ قدَّره الله في هذا الوقت، فظنَّ الظانُّ أنَّ هذا سببه النذر، وإنما
سببهُ القضاء والقدر.
ولهذا فالذي يعتمد على النذر، ويظن أنَّ نذره هو الذي سبّب له حصول المطلوب، فهو شبيه بمن يدعون عند القبور، وإذا حصل
الصفحة 1 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد