وقد يكون سببًا لضرر دينه، فيعاقب على ما ضيعه من حقوق
الله - سبحانه - وتعدّاه من حدوده، فالوسيلة التي أمر الله بابتغائها إليه تعمُّ
الوسيلة في عبادته وفي مسألته. فالتوسل إليه بالأعمال الصالحة التي أمر بها،
وبدعاء الأنبياء والصالحين وشفاعتهم ليس هو من بابِ الإقسام عليه بمخلوقاته.
*****
لسَلِم من هذه
الزوائد الكفرية التي لحِقته، فتطويلُ عمر الكافر وإمداده بالمال والبنين وغير ذلك
ليس من مصلحته، بل هو استدراج له.
وهذا باب واضح
وأدلته كثيرة في أنَّ الله يُعطي المؤمن والكافر في هذه الدنيا، بل قد يعطي الكافر
عطاءً كثيرًا، ويوسِّع له، ويُصحّ جسمه، ولكن هذا ليس من مصلحته، وأما المؤمن
فإنَّ الله قد يبتليه ويمرضه ويفقره، وليس هذا من كونِ الله يبغضه، وإنما لأن الله
يريد أن يخفِّف عنه يطهّره ويمحِّصه، ليُثاب على كل ذلك في الآخرة.
هذا فرق بين دعاء
العبادة ودعاء المسألة، فدعاء العبادة لا يكون إلا من المؤمنين، وأما دعاء المسألة
فقد يكون من المؤمن ويكون أيضًا من الكافر، ويحصل به متاع عاجل.
فالتوسُّل قسمان: توسلٌ مشروع، وهو توسل إلى الله بأسمائه وصفاته، وكذلك التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة، وبدعاء الصالحين له، وسؤال الصَّالحين له. وتوسُّل غير مشروع: وهو التوسل بذوات المخلوقين، أو بأعمالهم وليس له بها صلة، أو بصلاح غيره.
الصفحة 1 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد