ومن هذا الباب: استشفاع الناس بالنبيِّ صلى الله عليه
وسلم يوم القيامة، فإنهم يطلبون منه أن يشفع لهم إلى الله، كما كانوا في الدنيا
يطلبون منه أن يدعو لهم، في الاستسقاء وغيره.
وقول عمر رضي الله عنه: «إِنَّا كُنَّا إِذَا
أَجْدَبْنَا تَوَسَّلنا إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ
إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا» ([1]).
معناه: نتوسل إليك بدعائه وشفاعته وسؤاله، ونحن نتوسَّلُ إليك بدعاء عمه وسؤاله
وشفاعته، ليس المراد به أنّا نُقسم عليك به، أو ما يجري هذا المجرى مما يفعله
المبتدعون بعد موته وفي مغيبه، كما يقول بعض الناس: أسألك بجاه فلان عندك،
ويقولون: إنا نتوسل إلى الله بأنبيائه وأوليائه، ويروون حديثًا موضوعًا: إذا سألتم
الله فاسألوه بجاهي، فإنَّ جاهي عند الله عريض.
*****
من أنواع التوسل بطلب الدعاء من المتوسَّل به: توسل أهل الموقف بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة في أن يدعو الله لهم في فصل القضاء بينهم، وإراحتهم من الموقف. فهو توسُّل بدعاء الصالحين، كما أنهم في الدنيا يتوسَّلُون إلى الله بدعاء الصالحين من الأنبياء وغيرهم، خصوصًا عند الحاجة، وتوسل عمر بدعاء العباس وأما التوسل بالجاه فهو توسُّل ممنوع، والحديث الوارد فيه حديث موضوع.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد