فإنه لو كان هذا هو التوسل الذي كان الصحابة يفعلونه،
كما ذكر عمر رضي الله عنه، لفعلوا ذلك به بعد موته، ولم يعدلوا عنه إلى العباس، مع
علمهم بأنَّ السؤال به والإقسام به أعظم من العباس، فعُلم أنَّ ذلك التوسل الذي
ذكروه هو مما يفعله الأحياء دون الأموات، وهو التوسل بدعائهم وشفاعتهم، فإن الحيّ
يُطلب منه ذلك، والميت لا يُطلب منه شيء، لا دعاء ولا غيره.
*****
لو كان التوسل بذوات الأنبياء والصالحين أو بجاههم مشروعًا لم يعدلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته إلى العباس ليدعو لهم، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لهم في حياته، ولو كان التوسل بذاته مشروعًا، فذاته صلى الله عليه وسلم موجودة، قبل موته وبعد موته صلى الله عليه وسلم، ولكن الدعاء ليس موجودًا منه بعد موته؛ لأنَّ الإنسان إذا مات انقطع عمله، وكذلك الأنبياء وغيرهم ينقطع عملهم إذا ماتوا، إلا ما قدّموه في حياتهم، من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له، كما ورد في الحديث ([1]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1010).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد