×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

وكذلك حديث الأعمى، فإنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له ليرد الله عليه بصره، فعلّمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاءً أمره فيه أن يسأل الله قبول شفاعة نبيه فيه، فهذا يدلُّ على أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم شُفّع فيه، وأمره أن يسأل الله قبول الشفاعة، وأنَّ قوله: أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، أي: بدعائه وشفاعته، كما قال عمر: «كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا» ([1])، فلفظ التوسل والتوجه في الحديثين بمعنًى واحد.

*****

جاء رجلٌ أعمَى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وطلبَ منه أن يدعو الله أن يردَّ عليه بصره، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتوضَّأ وأن يصلِّي وأن يدعو الله أن يستجيب دعاء نبيه فيه، وأن يشفِّعه فيه، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يدعو الله، فالأعمى قد اجتمع له الأمران: دعاؤه لنفسه، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم له، فقبل الله هذا الدعاء ورد عليه بصره، فهذا مثل قول عمر: كنا نتوسل إليك بنبينا، يعني بدعائه صلى الله عليه وسلم يوم أن كان حيًّا.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (2272)، ومسلم رقم (2743).