والله تعالى يخبر في كتابه أنه حيٌّ قيوم، عليم حكيم،
غفور رحيم، سميعٌ بصير، عليٌّ عظيم، خَلَقَ السماوات والأرض وما بينهما في ستة
أيام، ثم استوى على العرش، وكلّم موسى تكليمًا، وتجلّى للجبل فجعله دكًّا، يرضى عن
المؤمنين، ويغضب على الكافرين، إلى أمثال ذلك من الأسماء والصفات.
ويقول في النفي: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ﴾، ﴿وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ﴾، ﴿فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا﴾ فنفى
بذلك أن تكون صفاته كصفات المخلوقين، وأنه ليس كمثله شيء، لا في نفسه المقدَّسة
المذكورة في أسمائه وصفاته، ولا في شيء من صفاته، ولا أفعاله ﴿سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّٗا كَبِيرٗا ٤٣ تُسَبِّحُ
لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ وَإِن مِّن شَيۡءٍ
إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ
كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗا﴾ [الإسراء: 43- 44].
*****
المخلوق له صِفات، والله جل وعلا له صفات،
فالمخلوق له سمع، والله جل وعلا له سمع، والمخلوق له علم، والله جل وعلا له علم،
الله له وجه، والمخلوق له وجه، الله له يد، والمخلوق له يد، كما ثبت ذلك بالأدلة،
فنُثْبِتُ ذلك مع نفي المُشَابهة بين صفـات الخالق وصفات المخلوق، قال تعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ﴾ لا في ذاته، ولا في
أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى فقوله تعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ﴾ ردٌّ على الممثلة المشبهة ﴿وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ
ٱلۡبَصِيرُ﴾ ورد على المعطلة، فجمع في هذه الآية بين الرد على
الطائفتين. وكذا في جميع أسماء الله وصفاته.
الصفحة 1 / 376