×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

فهذا القدر إذا وقع يكون كرامة لصاحب القبر، أما أن يدل على حُسن حال السائل فلا فرق بين هذا وهذا، فإن الخلق لم يُنهوا عن الصلاة عند القبور واتخاذها مساجد استهانة بأهلها، بل ما يُخاف عليهم من الفتنة. وإنما تكون الفتنة إذا انعقد سببها، فلولا أنه قد يحصل عند القبور ما يخاف الافتتان به لَـمَـا نهي الناس عن ذلك.

*****

الحكمة في النهي عن الصلاة عند القبور:

النهي عن الصلاة عند القبور أو الدعاء عندها ليس إهانة للقبور، وإنما هو حماية للعقيدة، وخوفًا على الأحياء، أما الأموات فإنهم كانوا ينهون عن ذلك في حياتهم، فهناك العديد من القبور التي عُبِدت من دون الله، وصاحب القبر كان ينهى عن ذلك، فالمسيح عليه السلام عُبِد من دون الله، وهو ينهى عن ذلك في حياته، وكذلك الرسل، وكذلك الأئمة، كانوا يجاهدون المشركين، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم، ولم يكن هذا برضًا منهم، فهذا ليس حجة، ولا ينبغي أن يُتخذ ذريعة إلى فتح باب للشركيات والبدعيات، فيقال: إن فلانًا فعل كذا، أو إن فلانًا حصل له كذا، متناسين النصوص الصريحة الصحيحة المُتواترة، وينسون الإجماع من الأمة على منع هذه المحدثات عند القبور.

وقوله: «وإنما تكون الفتنـة إذا انعقد سببها، فلولا أنه قد يحصل عند القبور ما يُخاف الافتتان به، لما نُهي الناس عن ذلك» إنما نُهي عن الصلاة عند القبور ليس لأجل إهانتها أو للاستهانة بالأموات،


الشرح