وهذه جمل لها تفاصيل، ونكت تشير إلى خَطْبٍ جليل.
فليجتهد المؤمن في تحقيق العلم والإيمان، وليتَّخِذ
الله هاديًا ونصيرًا، وحاكمًا ووليًّا، فإنه نعم المولى ونعم النصير، وكفى بربك
هاديًا ونصيرًا.
وإن أحبَّ دعا بالدعاء الذي رواه مسلم وأبو داود
وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام يصلِّي
من الليل يقول: «اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ،
فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ
تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا
اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى
صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» ([1]).
*****
المؤمن بخلافِ
الملحد، يؤمن بربه وبأسمائه وصفاته ويدعوه بها
وهذه الآيات - كما
سبق بيانه - تبيّن أنَّ الله أبطل بها الشرك من جميع الوجوه، فالمدعو من دون الله
ليس له شرك في السماوات ولا في الأرض، لا يشارك الله في ملكه، ولا يعينه ويؤازره
سبحانه وتعالى فليس له مُعين ولا ظهير من خلقِهِ، وليس له شفاعة إلاّ بإذن الله جل
وعلا.
يعني إذا تحيّر الإنسان في هذه الأمور ولم يتبين له شيء، فإنه يدعو بهذا الدعاء: «اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ».
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد