الوجه الرابع: أنَّ اعتقاد استجابة الدعاء عندها وفضله
قد أوجب أن تُنتاب لذلك وتُقصد، وربما اجتمع عندهـا اجتماعات كثـيرة في مواسم
معينة، وهذا بعينه هو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لاَ
تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا» ([1])
وبقوله: «لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ
أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([2])،
وبقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، فَإِنَّ مَنْ
كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، فَإِنِّي
أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([3]).
*****
مما لا شك فيه أنَّ الشرع جاء بسد الذرائع، ولذلك نُهي عن الاعتقاد أنه بزيارة القبور تحصل البركة، ويحصل منها نفع لزائرها، وغير ذلك، فالرسول صلى الله عليه وسلم سَدَّ هذه النوافذ كلها، حماية للتوحيد، فالقبور إنما تُزار للسلام والدعاء للأموات فقط، ولا تُزار لنفع الأحياء من قضاء حاجاتهم أو دفع كرباتهم، أو غير ذلك، فإن هذا إنما يطلب من الله تعالى، وفي بيوت الله سبحانه وتعالى والمقابر إنما هي مراقد لهؤلاء الصالحين والأئمة، وهؤلاء الأنبياء، فهي تزار لأجل السلام عليهم و الدعاء لهم، وأخذ العبر والعِظة بحالهم، بالنظر إلى ما أفضَوْا إليه.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2042)، وأحمد رقم (8804).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد