الناس اختلفوا في
الشفاعة على ثلاثة أقسام: طرفان ووسط:
الطرف الأول: الذين أنكروها من
الخوارج والمعتزلة وغيرهم، أنكروا الشفاعة في أهل الكبائر وقالوا: من دخل النار لا
يخرج منها؛ لأنهم يكفِّرون بالكبائر والعياذ بالله، هذا طرف من الأطراف الثلاثة،
وهم الذين غلوا في نفي الشفاعة، حتى قالوا: لا شفاعة في عصاة الموحِّدين، فنفوا ما
أثبته الله ورسوله في الكتاب والسنة، والعياذ بالله، بناء على مذهبهم: أنَّ صاحب
الكبيرة كافر عندهم والعياذ بالله.
الطرف الثاني المضاد
لهم: الذين أثبتوا الشفاعة مطلقًا بدون شروط، وهم القبوريون والمشركون، طلبوا
الشفاعة من كلِّ أحد، طلبوها من الأموات، طلبوها من كل ما وقع نظرهم عليه
واستحسنته عقولهم، يطلبون الشفاعة منهم، ويعبدونهم من دون الله ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ
ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ
شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18] فأنت إذا قلت لهم: أنت تعبد غير الله، قال:
لا، أنا أعبد الله، ولكن هذا رجلٌ صالح وأنا أتقرَّبُ إليه ليقربني إلى الله: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ
مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى
ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3]، وهذا طرف مغاير للطرف الأول.
والثالث: الوَسط، وهم أهل السنة والجماعة، نفوا ما نفاه الله من الشَّفاعة للمشركين والكفار، وأثبتوا ما أثبته الله من الشفاعة في أصحاب الكبائر من المسلمين بإذن الله سبحانه وتعالى ورضاه.
الصفحة 1 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد