×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

وقد قدم المسلمون إلى الشام غير مرة مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واستوطن الشام خلائق من الصحابة، وليس فيهم من فعل شيئًا من هذا، ولم يبن المسلمون عليه مسجدًا أصلاً، لكن لما استولى النصارى على هذه الأمكنة في أواخر المئة الرابعة، لما أخذوا البيت المقدس بسبب استيلاء الرافضة على الشام لما كانوا ملوك مصر، والرافضة أمة مخذولة ليس لها عقل صحيح ولا نقل صريح، ولا دِين مقبول ولا دُنيا منصورة، قويت النصارى، وأخذت السواحل وغيرها من الرافضة، وحينئذٍ نقبت النصارى حجرة الخليل صلوات الله عليه، وجعلت لها بابًا، وأثر النقب ظاهر في الباب، فكان اتخاذ ذلك معبدًا مما أحدثته النصارى، ليس من عمل سلف الأمة وخيارها.

*****

ما عمله المسلمون في الشام لمَّا استوطنوها وما عمله النصارى لما احتلوها:

الذي يسمونه: الخليل، هذا ليس من عمل المسلمين، وإنما هو من عمل النصارى؛ وذلك لأنَّ النصارى في الحروب الصليبية لما استولوا على بيت المقدس أحدثوا فيه هذه المُحدثات، ومن ذلك عنايتهم بالخليل، وقبر الخليل - كما يسمُّونه - فهو من دِين النصارى وليس من دِين المُسلمين، والمسلمون طيلـة استيلائهم على بيت المقدس والشام ما وجّهوا النظر إلى هذه الأمكنة، لعلمهم أنَّ الله لم يشرع لهم ذلك، ولا أمرهم بذلك، ولا فعله الرسول، ولا حثّ عليه.

*****


الشرح