×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

ثم المساجد جميعها تشترك في العبادات، فكل ما يُفعل في مسجد يُفعل في سائر المساجد، إلاّ ما خُصَّ به المسجد الحرام من الطواف ونحوه، فإنَّ خصائص المسجد الحرام لا يشاركه فيها شيء من المساجد، كما أنه لا يُصلّى إلى غيره.

وأما مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى، فكلُّ ما يشرع فيهما من العبادات يشرع في سائر المساجد، كالصلاة والدعاء والذكر، والقراءة والاعتكاف، ولا يشرع فيهما جنس لا يشرع في غيرهما، لا تقبيل شيء، ولا استلامه، ولا الطواف به، ونحو ذلك، لكنهما أفضل من غيرِهِمَا، فالصلاة فيهما تضاعف على الصلاة في غيرهما.

*****

 المساجد على قسمين: المساجد الثلاثة التي خصّها النبي صلى الله عليه وسلم بالسَّفر للعبادة فيها، فهذه تُضَاعف فيها الصلاة، مئة ألف صلاة، وألف صلاة، وخمس مئة صلاة، فبهذا الأمر تشترك المساجد الثلاثة، وتشترك مع بقية المساجد فيما يفعل فيها من إقام الصلاة، وذكر الله سبحانه وتعالى، ونشر العلم، والتدريس، والاعتكاف، أما المسجد الحرام فإنه خُصّ دون غيره بالطواف بالكعبة المشرفة، وليس هناك مكان في الأرض قاطبة يُطاف به إلاّ الكعبة المشرفة، وليس هناك شيء في الأرض يُستلَم ويُقبَّل إلاّ الحجر الأسود والركن اليماني.


الشرح