وسواء سُمِّي سببًا أو جزءًا من السبب أو شرطًا،
فالمقصود هنا واحد، فإذا أراد الله بعبدٍ خيرًا ألهمه دعاءه والاستعانة به، وجعل
استعانته ودعاءه سببًا للخير الذي قضاه له.
كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إني لا أحمل همَّ
الإجـابة، وإنما أحمل همَّ الدعاء، فإذا أُلهمتُ الدعاء، فإن الإجابة معه.
*****
قوله: «وسواء سمِّي
سببًا أو جزءًا من السَّبب...» يعني: إذا أراد الله بعبده خيرًا ألهمه الدعاء المشروع
واستجاب له، فدلَّ على أنَّ الدعاء سبب، ولهذا يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
إني لا أُكلَّف همَّ الإجابة - لأنَّ الله تكفل بالإجابة - وإنما أحمل همَّ
الدعاء، يعني: أنْ يُوَفَّق للدعاء المناسب.
والحاصل: أنَّ الدعاء مأمورٌ
به، ومرغب فيه، وهناك أدعية من الكتاب والسنة ينفع الله بها، والمطلوب من العبد أن
يتعلمها ويدعو الله بها كما قال جل وعلا: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾ [الأعراف: 180]
وكقوله: ﴿وَقَالَ
رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾ [غافر: 60]، فالله
جل وعلا أمرنا بالدعاء، وهناك أدعية شرعية، فيجب على العبد أن يتحرَّاها، وقد
أُلِّف فيها كتب ألَّفها أئمة ثقات، جمعوا فيها ما ورد في القرآن والسنة وما أُثر
عن الصحابة وعن السلف، فينبغي العناية بها.
وفي المقابل هناك أدعية مبتدعة ليست مشروعة، وقد تكون شركية، فكل دعاء لا يدلُّ عليه الكتاب والسنة، أو لا يوافقهما، فالواجب على المسلم تركه، لا سيما الكتب المؤلَّفة في ذلك من مجاهيل، ومن دُعاة