العلم النافع والعمل الصالح، الذي بعث الله به
نبيّه صلى الله عليه وسلم، كما في قوله تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ﴾ [التوبة: 33]،]
فالهدى: هو العلم النافع، ودِين الحق هو العمل الصالح.
والصنف الثاني: المغضوب عليهم هم
الذين أخذوا العلم وتركوا العمل، وهم اليهود ومن سار في رِكابهم وعلى نهجهم، فإنهم
علموا الحقَّ ولم يعملوا به، اتِّبَاعًا لشهواتهم ومقاصدهم.
والصنف الثالث: ضالُّون، عندهم
عمل، وليس عندهم علم، أخذوا العمل وتركوا العلم، فهم يعملون على غير هدى، فهم
تائهون وضالون في طريقتهم، وفي مقدمة هؤلاء النصارى والعبّاد الذين يعبدون الله
بالبدع والمحدثات التي ما أنزل الله بها من سلطان، فهؤلاء ضالون عن الطريق الصحيح.
قوله: «فالمغضوب
عليهم يطعنون في عامة الأسباب...» المغضوب عليهم: يعطّلون الأسباب، وهذا تعطيل
للعلم، بعدم العمل به؛ لأنَّ العلم جاء بفعل الأسباب النافعة. فالمغضوب عليهم
والضالون على طرفي نقيض: فالمغضوب عليهم يبالغون في تعطيل الأسباب، والضالون يبالغون
في الأسباب، ويتخذون كل شيء من الأسباب، ويظنون أنه نافع وأنه مفيد، ولو لم يشرعه
الله سبحانه وتعالى.
أما أهل الحقِّ فإنهم يجمعون بين الأمرين: بين العمل بالأسباب مع التوكل على الله، ويعتقدون أنَّ المؤثر والجالب للخير والدافع للشر هو الله سبحانه وتعالى.
الصفحة 2 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد