وكذلك قصدوا قبل أن تُدخل الحجرة في المسجد. فروى ابن
بطة بإسناد معروف عن هشام بن عروة، حدثني أبي وقال: كان الناس يصلُّون إلى القبر،
فأمر عمر بن عبد العزيز فرفع، حتى لا يصلِّي إليه الناس، فلما هدم بدت قدم بساق
وركبة، قال: ففزع من ذلك عمر بن عبد العزيز، فأتاه عروة فقال: هذه ساق عمر وركبته،
فسُرِّي عن عمر بن عبد العزيز.
*****
كانت الحجرة قبل أن تُدخل في المسجد - على عهد الوليد بن عبد الملك - خارج المسجد وكانت مربعة، وكان بعض الناس يستقبلها ويصلِّي إليها، فجاء عمر بن عبد العزيز رحمه الله لما كان أميرًا بالمدينة، فأقام جدارًا يحول بين المصلين وبين الحجرة، معترضًا من المشرق إلى المغرب، لكن لـمّـا أرادوا حفر الأساس لهذا الجدار ظهرت لهم قدم وساق وركبة، ففزع من ذلك عمر بن عبد العزيز؛ لأنه خشي أن تكون ساق الرسول صلى الله عليه وسلم فأخبره عروة بن الزبير رحمه الله أنَّ هذه ساق عمر رضي الله عنه، فسُرِّي عن عمر بن عبد العزيز - يعني: ذهب عنه الروع - فأقام الجدار ليكون فاصلاً بين الناس وبين حجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم أمر الوليد بإدخال الحجرة في المسجد لما وسعه من جهة الشرق. وما زال قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في حمايةٍ من الغلوِّ إجابةً لدعائه صلى الله عليه وسلم بقوله: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» ([1]).
([1]) أخرجه: مالك رقم (85).
الصفحة 5 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد