قال: «لاَ تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا» ([1]). يعني: تعتادون المجيء
إليه.
قوله: «ورخص بعضهم
في السلام عليه إذا دخل...» رخَّص بعض العلماء في المجيء إلى القبر للسلام عليه،
أما الصلاة عليه فإنها تُشرع في كل مكان، قال صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا
عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» ([2])، فرخّص بعضهم أن
يُسَلَّم على النبي كلما دخل المسجد كما كان يُسلم عليه في حياته، إذا دخل المسجد
وهو فيه، ولكن هذا خلاف قول الجمهور؛ لأنَّ هذا يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ
تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا».
ولا شك أنَّ هناك
فرقًا بين حالة الحياة وحالة الموت، حالة الحياة لا يُخشى من الغلوِّ في حقه،
بينما حالة الموت يُخشى ذلك.
قوله: «مع أنَّا قد شُرع لنا إذا دخلنا المسجد أن نقول: السلام عليك أيها النبي...» شرعَ لنا صلى الله عليه وسلم عند دخول أي مسجد من المساجد، أن نقدِّم اليمنى ونقول: «بسم الله، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، اللهم صلِّ وسلِّم على محمد، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك»، وعند الخروج نُقدِّم اليسرى ونقول مثل ذلك إلاّ أنا نقول: «وافتح لي أبواب فضلك»، فهذا في كلِّ مسجد، ليس خاصًّا بمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، أما الصلاة والسلام عليه فإنها تشرع في كل مكان، ليس هذا خاصًّا بقبره، إنما السلام الذي يُخَصُّ به قبره عند المجيء عند القدوم من سفر.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2042)، وأحمد رقم (8804).