ويدخل في هذا ما يُفعل بمصر عند قبر نفيسة وغيرها، وما
يُفعل بالعراق عند القبر الذي يقال: إنه قبر علي رضي الله عنه، وقبر الحسين وحذيفة
بن اليمان، وسلمان الفارسي، وقبر موسى بن جعفر، ومحمد بن علي الجواد ببغداد، وعند
قبر أحمد بن حنبل، ومعروف الكرخي وغيرها، وما يفعل عند قبر أبي يزيد البسطامي،
وكان يفعل نحو ذلك بحران عند قبر يسمى قبر الأنصاري، إلى قبور كثيرة في أكثر بلاد
الإسلام لا يمكن حصرها.
كما أنهم بَنَوْا على كثير منها مساجد، وبعضها مغصوب،
كما بَنَوْا على قبر أبي حنيفة والشافعي وغيرهم.
*****
المكان، دون دليل من
كتاب الله وسنة رسوله يكون بدعة، فإذا كان فيه قبرٌ يُقصد من أجل ذلك فالأمر أشد.
المقصود: البناء على قبور العلماء، كقبر أبي حنيفة، وقبر الشافعي وقبر أحمد، وبعضها مغصوب، يعني: يغتصبون ما حول القبر من المقبرة أو من أراضي الناس، ويبنون عليه هذا المسجد الذي يسمونه مسجد أو ضريح الشيخ الفلاني، فيأخذون من الأرض ما لا يحل لهم أخذه، فيجتمع فيه الغصب والبناء على القبر الذي لُعِن فاعله، ثم هم بعد ذلك يعتبرون هذا تقرُّبًا إلى الله وفضيلة، مع أنَّ فعلهم في غاية المحادة لله ولرسوله.
الصفحة 2 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد