إذا لم يتمكن من الصلاة في المسجد، ولما عزم على
ذلك رأى أن يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدأ الصلاة فيه من أجل أن يقتدي
به في ذلك، ومن أجل أن تحصل له البركة من الله سبحانه وتعالى فطلب من النبي صلى
الله عليه وسلم أن يصلي في بيته ليتخذ مكان مُصلاه مسجدًا يصلي فيه عند الحاجة،
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم وصلّى في مكانٍ من البيت، فاتخذه عتبان رضي الله
عنه مصلًّى بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا من القسم الجائز، وهو أن النبي صلى
الله عليه وسلم إنما قصد الصلاة في ذلك المكان من أجل أن يُقتدى به في ذلك.
وفرق بين الجائز وغير الجائز، فالجائز هو الذي قصد النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة فيه، فإنه يقتدى به بعد ذلك، وأما غير الجائز فهو المكان الذي لم يقصد النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة فيه وإنما فعل ذلك اتّفاقًا وحسب الحاجة، فلا يقتدى به بعد ذلك باتخاذ ذلك المكان مصلًّى، ومن الأول ما فعله عتبان رضي الله عنه، فإنه كان عازمًا على أن يتخذ مصلى في بيته يصلِّي فيه إذا عجز عن الذهاب إلى المسجد، فإنه أراد أن يكون أول من يصلي فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم صلى فيه تحقيقًا لرغبة عِتبان بن مالك.
الصفحة 2 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد