ولا تجصص، ولا يُكتب عليها ولا يُبنى عليها، ولا
تُسرج؛ لأن هذه كلها أمور تغري الجهال والعوام للتعلق بها من دون الله عز وجل.
وهذا الحديث يفيد النهي
عن الغلو في القبور من اتخاذها مساجد، وذلك بأن يُصلّى عندها، أو يُبنى عليها مسجد
وغير ذلك، فالقبور تجرّد من هذه المظاهر المبتدعة الشركية، وتبقى قبورًا على
حالها، كما كانت قبور الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، بارزة واضحة ليس
عليها علامات أو كتابات أو مشاهد أو غير ذلك.
ويدخل في نهيه صلى
الله عليه وسلم عن الغلوِّ في القبور اتخاذها عيدًا، والعيد: المكان الذي يُجتمع
فيه ويُعتاد الاجتماع عنده، فلا يُعتاد الجلوس عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم،
والاجتماع عنده؛ لأن هذا من اتخاذه عيدًا؛ لأن العيد على قسمين: عيد زماني، كعيد
رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى، أو عيد مكاني: وهو محل الاجتماع للعبادة، فهذه
أعياد مكانية، والقبور لا تتخذ أعيادًا، بمعنى أن يجتمع عندها وأن يتردد عليها.
والنبي صلى الله عليه وسلم دعا ربه أن لا يجعل قبره وثنًا يعبد من دون الله، والوثن: هو ما عُبد من دون الله عز وجل من سائر الأشياء، كالصور والأشجار والأحجار والقبور، وغير ذلك، ويكون قبر النبي صلى الله عليه وسلم وثنًا إذا غُلي فيه واشتُدّ في حقه صلى الله عليه وسلم، وجُعل مكانًا للصلاة والعبادة والدعاء، إنما المشروع أن يسلِّم المسلم عليه عند قدومه من السفر ويمضي، ولا يجلس عنده لئلا يقع في المحذور الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم.
الصفحة 2 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد