ثم هذه مسألة نزاع، وأما مسائل الإجماع فلا نزاع بين
الأئمة الأربعة ونحوهم من أئمة العلم أنه لا يقبل الركنين الشاميين ولا شيئًا من
جوانب البيت، فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يستلم إلاّ الركنين اليمانيين،
وعلى هذا عامة السلف. وقد روي أنَّ ابن عباس ومعاوية طافا بالبيت فاستلم معاوية
الأركان الأربعة، فقال ابن عباس: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستلم إلاّ
الركنين اليمانيين، فقال معاوية: ليس من البيت شيء متروك، فقال ابن عباس: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ [الأحزاب: 21] فرجع
إليه معاوية ([1]).
*****
قصة معاوية وابن عباس - رضي الله تعالى عنهما-،
فيها: أنَّ معاوية كان يستلم الأركان الأربعة، فأنكر عليه ابن عباس ذلك، وقال:
إنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يستلم إلاّ الركن اليماني والحجر الأسود،
فقال معاوية رضي الله عنه: ليس شيء من البيت مهجورًا، فقال ابن عباس رضي الله
عنهما: ﴿لَّقَدۡ
كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ فقال معاوية رضي
الله عنه: صدقت.
فهذه المناظرة التي جرت بين هذين الصحابيين الجليلـين تُبيِّنُ السنة في أركـان البيت، وأنه إنما يستلم الركنان اليمانيان، ويزيد ركن الحجر الأسود بالتقبيل مع الاستلام، وأما الركنان الشاميان فلا يستلمان ولا يقبَّلان، ومن باب أوْلى أن لا يفعل ذلك مع جُدران الكعبة وأستارها ومقام إبراهيم، فإن كل هذه لا تُستلم ولا تُقبَّل.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1218).
الصفحة 2 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد