×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

وقد ثبت أنَّ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان إذا أتى بيت المقدس دخل إليه وصلّى فيه، ولا يقرب الصخرة ولا يأتيها، ولا يقرب شيئًا من تلك البقاع، وكذلك نُقل عن غير واحد من السلف المعتبرين، كعمر بن عبد العزيز، والأوزاعي، وسفيان الثوري، وغيرهم.

*****

والمسجد الأقصى هو أحد المساجد الثلاثة وهو من مساجد الأنبياء، وكان اليهود يستقبلون الصخرة، ويسمّونه مسجد الصخرة، وكان النصارى يستقبلون المشرق، والله جل وعلا شرع للمسلمين أن يستقبلوا الكعبة المشرفة التي هي قبلة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فعمر رضي الله عنه بنى قبلي المسجد الأقصى - دون الصخرة - بناه في الموالي للكعبة، وجعل الصخرة خلفه. والمسجد الأقصى يشمل كل المسجد، ما بناه عمر رضي الله عنه منه وما خلفه.

قوله: «وفي وادي وجّ نزاع بين العلماء» هل هو حرم أو ليس بحـرم؟ لكنَّ لفظ الحرم لا يطلق إلاّ على حرم مكة والمدينة، وأما المسجد الأقصى فلا يقال له: حرم، وإنما يقال له: المسجد الأقصى، كما سمّاه الله سبحانه وتعالى ولا يقال: ثالث الحرمين وإنما يقال: ثالث المساجد التي تشد إليها الرحال.

قوله: «فبنى عمر المُصَلَّى الذي في القبلة»، وقد كان اليهود يستقبلون الصخرة التي في المسجد، ويعظمونها، فلما فتح المسلمون بيت المقدس على عهد عمر رضي الله عنه، أمر عمر ببناءه مما يلي الكعبة، دون ما عند الصخرة منه، وغرضه من ذلك تجنب التشبه باليهود في استقبالهم الصخرة، ولم يكن المسلمون يهتمون بالصخرة وهذا إجماع


الشرح