وقال تعالى: ﴿وَجَعَلُواْ لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلۡحَرۡثِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ
نَصِيبٗا فَقَالُواْ هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعۡمِهِمۡ وَهَٰذَا لِشُرَكَآئِنَاۖ
فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمۡ فَلَا يَصِلُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ
فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَآئِهِمۡۗ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ﴾ [الأنعام:
136].
*****
ومنهم من يسيّب إبله
للأموات؛ لأنَّ الشياطين زينت لهم ذلك وصدتهم عن التقرب إلى الله عز وجل.
قوله: «كما كان
المشركون يسيّبون السوائب لطواغيتهم قال الله تعالى: ﴿مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِنۢ بَحِيرَةٖ وَلَا سَآئِبَةٖ﴾» هذه أنواع من الإبل
يتقربون بها إلى أصنامهم، والبحيرة: التي تُشَقُّ أُذنها عَلامة على أنها
للميِّت، والسائبة: هي التي تُسيَّبُ ولا يُعمل عليها فلا تُركب ولا يحمل
عليها وإنما تترك للأموات، والوصيلة: هي الناقة التي أنتجت إنتاجًا خاصًّا
وتواصل إنتاجها، هذه يسيّبونها للأصنام، والحامي: هو الجمل إذا حَصل منه
ضراب محدد فإنهم يسيّبونه، ويقولون: حمى ظهره، فلا يركبونه.
وكذلك يجعلون من
الزروع للأموات نصيبًا، ويجعلون لله نصيبًا منها، وهذا من الشرك بالله عز وجل
والله لا يقبل الشرك، ولهذا قال: ﴿فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمۡ فَلَا يَصِلُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَا كَانَ
لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَآئِهِمۡۗ﴾. وقيل: إنهم إذا
نقص ما للأصنام كمَّلوه مما جعلوه لله، وإن نقص ما لله فإنهم لا يكملونه مما
للأصنام، ويقولون: الله غنيٌّ عنه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد