×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

أنواع الشرك

وجماع الأمر أنَّ الشرك نوعان: شرك في ربوبيته، بأن يجعل لغيره معه تدبيرًا ما، كما قال سبحانه: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ﴾[سبأ: 22]  فبيّن سبحانه أنهم لا يملكون ذرة استقلالاً، ولا يشركونه في شيء من ذلك، ولا يعينونه على ملكه، ومن لم يكن مالكًا ولا شريكًا ولا عونًا فقد انقطعت علاقته.

*****

الشرك نوعان:

شرك في الربوبية، وهو: أن يجعل لله شريكًا في الخلق والتدبير.

وشرك في الألوهية، وهو: صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله سبحانه وتعالى كالذَّبح والنذر والدعاء والاستغاثة والاستعانة، وغير ذلك، وهذا شرك أكبر.

وهناك شرك أصغر: ويكون في الألفاظ، ويكون في النيات والمقاصد، وهو الشرك الخفي.

أما الشرك في الألفاظ: كقولِ القائلِ: لولا الله وأنت، ما لي إلاّ الله وأنت، ومثل الحلف بغير الله.

وأما الشِّرك في النيات والمقاصد: فهو ما يكون في القلوب، وهو الشركُ الخفيُّ، كالرياء والسمعة، فهذا شرك خفي لا يعلمه إلاّ الله سبحانه وتعالى.


الشرح