والشرك الأكبر ينقسم
إلى قسمين: شرك في الربوبية، بأن يعتقد بأن أحدًا يدبّر الأمر مع الله، في الخلق والرزق،
وهذا شبه معدوم في الخلق؛ لأنَّ جمهور الخلق يعترف بربوبية الله، وأنه هو الخالق
الرازق المدبِّر المحيي المميت، لا ينكر هذا أحد، إلاّ إن كان من باب المكابرة
والإنكار في الظاهر، وإلاّ فكـل الخلق مُقِرُّون بأنَّ القدرة على الخلق لله عز
وجل لا يقدر عليه غيره، وجمهورهم يعترفون بهذا ظاهرًا وباطنًا، وبعض المستكبرين
يعترف به باطنًا، كفرعون والنمرود، قال تعالى: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ
مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ ٢٢ وَلَا
تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ حَتَّىٰٓ إِذَا
فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ
وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ﴾ [سبأ: 22- 23] فنفى - سبحانه - الشرك وأبطله من وجوه:
أولاً: أن الذين يدعونهم
من دون الله لا يملكون شيئًا استقلالاً من هذا الكون.
ثانيًا: أنهم لا يشاركون
الله في شيء منه.
ثالثًا: أنهم لا يكونون
أعوانًا لله ووزراء، كما عند ملوك الدنيا، قال تعالى:﴿وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ﴾ [سبأ: 22].
رابعًا: لم يبقَ إلاّ الشفاعة، فأخبر أنَّ الشفاعة ملك لله سبحانه وتعالى لا تكون إلاّ من بعد إذنه ورضاه عن المشفوعِ فيه، فانسدت أبواب الشرك كلها.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد