وقوله تعالى: ﴿قُلۡ أَنَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا
يَضُرُّنَا﴾ [الأنعام: 71].
هذا إنكـارٌ من الله سبحانه وتعالى أن يُدعى غيره، وأن
يُدعى من لا ينفع ولا يضرُّ بذاته، وإنما قد ينفع ويضر من جهة الله جل وعلا.
وكقوله - سبحانه: ﴿وَلَقَدۡ جِئۡتُمُونَا فُرَٰدَىٰ كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَتَرَكۡتُم مَّا خَوَّلۡنَٰكُمۡ وَرَآءَ ظُهُورِكُمۡۖ وَمَا نَرَىٰ
مَعَكُمۡ شُفَعَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُمۡ أَنَّهُمۡ فِيكُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْۚ
لَقَد تَّقَطَّعَ بَيۡنَكُمۡ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمۡ تَزۡعُمُونَ﴾ [الأنعام: 94].
وسورة الأنعام عظيمة مُشتملة على أصول الإيمان
والتوحيد.
*****
وليُّ المؤمنين، وأما غير المؤمنين فإنَّ مولاهم
الطاغوت، قال -سبحانه-:﴿وَٱلَّذِينَ
كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ﴾ [البقرة: 257].
قال الله سبحانه وتعالى قبل هذه الآية: ﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّٰلِمُونَ فِي غَمَرَٰتِ ٱلۡمَوۡتِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ بَاسِطُوٓاْ أَيۡدِيهِمۡ أَخۡرِجُوٓاْ أَنفُسَكُمُۖ ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ وَكُنتُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِهِۦ تَسۡتَكۡبِرُونَ﴾ [الأنعام: 93] وهذا يكون عند موتهم، فإن ملائكة العذاب تحضرهم، وتبسط أيديها بضربهم - والعياذ بالله - وتنزع أرواحهم نزعًا شديدًا، ثم قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ جِئۡتُمُونَا فُرَٰدَىٰ﴾ [الأنعام: 94]. أي: رجعتم إلينا فُرادى، ليس معكم مال، ولا قبيلة، ولا جُند، ولا أعوان، وإنما تَلْقَوْنَ الله فُرادى ليس معكم إلاّ أعمالكم التي عملتم ﴿كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ﴾ [الأنعام: 94]، فأنت أول ما تُخلق لم يكن معك شيء، ثم بعد ذلك كبرت وملكت وتسلّطت، ثم يُسلب هذا كله منك عند الموت، فتعود صفرًا كما بدأت، تعود إلى الله ليس معك شيء من دنياك إلاّ عملك.