وقوله
- سبحانه: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ
إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3].
وقوله تعالى: ﴿أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَۚ قُلۡ أَوَلَوۡ
كَانُواْ لَا يَمۡلِكُونَ شَيۡٔٗا وَلَا يَعۡقِلُونَ ٤٣ قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ
جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ﴾ [الزمر: 43-
44].
وسورة الزمر أصلٌ عظيم في هذا.
*****
﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ﴾[الزمر: 3] يعني:
تولَّوهم في الدنيا، وطلبوا منهم قضاء حوائجهم، واستغاثوا بهم، واستنصروا بهم،
فإذا سُئلوا: لماذا تعبدونهم وتتخذونهم أولياء؟ قالوا:﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3] يعترفون
أن هؤلاء الأولياء لا يملكون من الأمر شيئًا، وليس لهم في الربوبية حقٌّ، وإنما
يدعونهم لأجل شيء واحد، وهو أن يكونوا واسطة بينهم وبين الله - سبحانه - حتى
يقرّبوهم إلى الله زلفى، والله جل وعلا لم يشرع لهم ذلك، ولم يأمرهم باتخاذ أولياء
ليقربوهم، وإنما الذي يقرّب إلى الله العمل الصالح، وابتغاء الوسيلة إلىه، قال -
سبحانه -: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35] أي:
العبادة والطاعة، وسُمِّيت وسيلة؛ لأنها تقرّب إلى الله، فالتوسل هو التقرب إلى
الله سبحانه وتعالى.
قوله: «وسورة الزمر أصل عظيم في هذا...» أي: أصل عظيم في توحيد الله سبحانه وتعالى وتقرير انفراده بالخلقِ والأمر، ووجوب إفراده بالعبادة، فهي سورة عظيمة من أولها إلى آخرها، ومنها هذه الآية.