×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

            وقوله - سبحانه: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزمر: 3].

وقوله تعالى: ﴿أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَۚ قُلۡ أَوَلَوۡ كَانُواْ لَا يَمۡلِكُونَ شَيۡ‍ٔٗا وَلَا يَعۡقِلُونَ ٤٣ قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ [الزمر: 43- 44].

وسورة الزمر أصلٌ عظيم في هذا.

*****

  ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ[الزمر: 3] يعني: تولَّوهم في الدنيا، وطلبوا منهم قضاء حوائجهم، واستغاثوا بهم، واستنصروا بهم، فإذا سُئلوا: لماذا تعبدونهم وتتخذونهم أولياء؟ قالوا:﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزمر: 3] يعترفون أن هؤلاء الأولياء لا يملكون من الأمر شيئًا، وليس لهم في الربوبية حقٌّ، وإنما يدعونهم لأجل شيء واحد، وهو أن يكونوا واسطة بينهم وبين الله - سبحانه - حتى يقرّبوهم إلى الله زلفى، والله جل وعلا لم يشرع لهم ذلك، ولم يأمرهم باتخاذ أولياء ليقربوهم، وإنما الذي يقرّب إلى الله العمل الصالح، وابتغاء الوسيلة إلىه، قال - سبحانه -: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ [المائدة: 35] أي: العبادة والطاعة، وسُمِّيت وسيلة؛ لأنها تقرّب إلى الله، فالتوسل هو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى.

قوله: «وسورة الزمر أصل عظيم في هذا...» أي: أصل عظيم في توحيد الله سبحانه وتعالى وتقرير انفراده بالخلقِ والأمر، ووجوب إفراده بالعبادة، فهي سورة عظيمة من أولها إلى آخرها، ومنها هذه الآية.


الشرح