فأهل الحق يؤمنون
بأنه لا بد من فعل الأسباب لحصول نتائجها، وإن حصل شيء بدون فعل سبب فهو من الخارق
للعادات التي يجريها الله سبحانه وتعالى لأنبيائه معجزة، أو لأوليائه كرامة.
فالكرامات والمعجزات
يجريها الله لتأييد دينه وتصديق أنبيائه، والكرامات التي يجريها الله للصالحين
ويخرق بها العادات، لحاجتهم أو لحجة على غيرهم، فالله على كل شيء قدير.
ومعجزات الأنبياء: كما أخبر الله عن
زكريا عليه السلام أنَّ الله سيعطيه ولدًا على الكبر مع أن امرأته لا تلد، قال - سبحانه
-: ﴿فَنَادَتۡهُ
ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَهُوَ قَآئِمٞ يُصَلِّي فِي ٱلۡمِحۡرَابِ أَنَّ ٱللَّهَ
يُبَشِّرُكَ بِيَحۡيَىٰ﴾ [آل عمران: 39] فقال عند ذلك: ﴿رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَقَدۡ بَلَغَنِيَ ٱلۡكِبَرُ﴾ [آل عمران: 40] قال
الله له: ﴿كَذَٰلِكَ
ٱللَّهُ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ﴾ [آل عمران: 40] قال الله: ﴿كَذَٰلِكَ﴾ أي: يحصل هذا الشيء بغير سبب؛ لأنَّ الله يفعل ما يشاء.
ومثال الكرامة: لـما بشرت الملائكة
مريم عليها السلام بأنَّ الله سيهب لها ولدًا وهو عيسى عليه السلام من غير زوج: ﴿قَالَتۡ رَبِّ أَنَّىٰ
يَكُونُ لِي وَلَدٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞۖ قَالَ كَذَٰلِكِ ٱللَّهُ يَخۡلُقُ
مَا يَشَآءُۚ﴾ [آل عمران: 47] فالله - سبحانه - هو الذي يخرق الأسباب،
إما لمعجزة وإما لكرامة، لحجة في الدين، أو لحاجةٍ بالمسلمين.
وقوله: «ويؤمنون بأن الله يَرُدُّ بما أمرهم به من الأعمال الصالحة والدعوات المشروعة ما جعله في قوى الأجسام والأنفس» فالمؤمنون يأخذون بالأسباب النافعة، لدفعِ الشرِّ الذي جعله في بعض الأجسام