وكل هذا لا يقتضي استحباب الصلاة أو قصد الدعاء أو
النسك عندها لِـمَـا في قَصْد العبادات عندها من المفاسـد التي علمها الشارع كما
تقدَّم. فذكرت هذه الأمور لأنها مـمّا يُتوهَّم معارضته لِـمَـا قدَّمناه، وليس
كذلك.
*****
كل هذه الأمور التي
قد تشاهد عند قبور الصالحين، من الكرامات والرحمات وما شابَهَ ذلك، لا يقتضي
اتخاذها مساجد أو مصليات، أو تخصيص الدعاء عندها، ومخالفة النصوص التي صحَّت
وصرَّحت بمنع هذه الأمور.
وقوله: «لما في قصد
العبادات عندها من المفاسد التي علمها الشارع، كما تقدم. فذكرتُ هذه الأمور؛ لأنها
مما يُتوهم معارضته لما قدّمناه، وليس كذلك».
رحم الله شيخ الإسلام ما أحذقه! وما أكثر إلمامه بالعلم! فإنه إنما ذكر هذه الأمور التي تجري عند قبور الأنبياء والصالحين التي يجريها الله - سبحانه - إكرامًا لهم، لبيان أنها لا تُعارِض ما ذكره من النهي عن الصلاة. أو قَصْد الدعاء عند القبور، وأنّ هذه الكرامات لا تعارض ما صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم من النهي عن الغلو فيها، واتخاذها متعبّدات، أو منع الاجتماع أو العكوف عندها، فهذا شيء وذاك شيء.
الصفحة 3 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد