فأما اتخاذ قبورهم أعيادًا فهو مما حرمه الله ورسوله.
واعتياد قصد هذه القبور في وقتٍ معين، أو الاجتماع
العام عندها في وقت معين هو اتخاذها عيدًا كما تقدم، ولا أعلم بين المسلمين أهل
العلم في ذلك خلافًا.
ولا يغتر بكثرة العبادات الفاسدة، فإن هذا من التشبه
بأهل الكتابين، الذي أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه كائن في هذه الأمة.
وأصل ذلك إنما هو اعتقاد فضل الدعاء عندها، وإلا فلو
لم يقم هذا الاعتقاد بالقلوب لانمحى ذلك كله.
فإذا كـان قصدهـا للدعاء يجرّ هذه المفاسد، كان
حرامًا، كالصلاة عندها وأولى. وكان ذلك فتنة للخلق، وفتحًا لباب الشرك، وإغلاقًا
لباب الإيمان.
*****
قوله: «فأما اتخاذ قبورهم أعيادًا فهو مما حرَّمه الله ورسوله» ومعنى اتخاذها أعيادًا: أن يعتاد المجيء إليها، ويتكرر الاجتماع عندهـا، فهذا مما حرّمـه الله ورسوله، بل إنه صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُ كُنْتُمْ» ([1]) فإذا كان قبره صلى الله عليه وسلم لا يجوز اتخاذه عيدًا، أي: مكانًا يجتمع عنده للذكر والدعاء والصلاة وغير ذلك، فكيف بقبر غيره؟! فالواجب عليهم إذا كانوا يقدّرون هؤلاء الأئمة ويحترمونهم، أن يقتدوا بهم ويدعوا لهم، أما أن تُفعل المعاصي عند قبورهم، وتُقام الأبنية المحرمة عندها، فهذا ما لا يرضونه، وهو من الاستهانة بهم وبحقهم وحرمتهم.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2042)، وأحمد رقم (8804).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد