×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

قال أصحابنا: وفي معنى هذا ما يفعله كثير من أهل زماننا من التصدق عند القبر بخبزٍ أو نحوه، فهذه أنواع العبادات البدنية أو المالية، أو المركب منها.

*****

 الأصل أن لا يفعل عند القبر شيءٌ من العبادات، إلا الصلاة على الميت لمن لم يصلِّ عليه قبل الدفن، فيصلِّي عليه، أو الوقوف للدعاء له بعد دفنه، أو السلام عليه عندما يزوره، يسلِّم عليه ويدعو له، أما أن يدعو لنفسه أو يدعو لغيره عند القبر من الأحياء، فهذا لا يجوز؛ لأن هذا من وسائل الشرك، ومن الغلو في القبور، ومن اتخاذ بقعة للدعاء لم يَرِد الدليل على تخصيصها.

ومما يحذر فعله عند القبر: التَّصدق بالنقود أو الطعام؛ لأنَّ هذا من البدع، فالصدقة مشروعة، ولكن لا تكون عند القبور؛ لأنَّ هذا من وسائل الشرك، ومثل هذا ما يفعلُه بعض الناس الآن، أنهم يحضرون المياه الباردة ويوزعونها على الناس عند الدفن، وهذا يفتح باب التصدق بالطعام فيما بعد، فالواجب سدّ هذا الباب. والماء نوع من الصدقة.

*****


الشرح