وسائل الشرك، وفاعله
من شرار الناس أيضًا، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الذين يتَّخذون
المساجد على القبور من شرار الخلق، ومما يفعل من الأمور المنهي عنها غُرف تُبنى
مجاورة للقبر، ويجعل فيها الصناديق لتوضع فيها النذور، ويجعلون أوقاتًا لتبخيرها
وإضاءتها وغير ذلك، كل هذا من الشرور، والغلو في القبور، والإعانة على الإثم
والعداون.
قوله: «بل عند بعضهم
العكوف فيه أحب إليه من العكوف في المسجد الحرام»؛ لأن الشيطان يزين لهؤلاء
المعتكفين أنَّ الاعتكاف عند القبر أفضل من الاعتكاف في المسجد الحرام، ولذلك تجد
كثيرًا من الحجاج والمعتمرين لا يجلسون في المسجد الحرام، ولا يطوفون بالكعبة إلاّ
نادرًا، وإنمـا تراهم حول غار حـراء، وغـار ثور، مع صعوبـة الوصول إليهما، والذهاب
إلى دار المولد المزعومة، وغير ذلك من الأمور، التي يصرفون فيها وقتهم في المعصية،
ويتركون المسجد الحرام مع الأجر والمثوبة، فالصَّلاة الواحـدة فيه أفضل من مئـة
ألف صلاة فيما سواه قال تعالى: ﴿وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ﴾ [الحج: 29] فهم
يتركون الطواف بالبيت، ويتركون الصلاة في المسجد الحرام فريضة أو نافلة، يتركُون
الاعتكاف في المسجـد الحرام، ويذهبون إلى القبور والغيران وما أشبه ذلك؛ لأنَّ
شياطين الإنس والجن زيَّنت لهم هذه الأمور، وصرفتهم عن الحق.
قوله: «من الناس من يتَّخذ من دون الله أندادًا...» إنَّ هؤلاء القوم يحبون الاعتكاف عند القبر، ولا يحبون الاعتكاف في المسجد الحرام،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد