×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

وقد بلغ الشيطان بهذه البدع إلى الشرك العظيم في كثير من الناس.

حتى إنَّ منهم من يعتقد أنَّ زيارة المشاهد التي على القبور - إما لقبر نبي أو شيخ أو بعض أهل البيت - أفضل من حج البيت الحرام، ويُسَمِّي زيارتها الحج الأكبر.

*****

لأنَّ بناء المساجد على القبور وسيلة إلى الشرك، فإذا ما بُني على القبر فإنَّ القلوب تتعلق به، ثم تدعو الميت من دون الله، ويُعتقد فيه أنه ينفع ويضر، وأنه يُعطي ويمنع، فينسون الله سبحانه وتعالى؛ لأن قلوبهم تعلّقت بهذا الميت، وبهذا المخلوق الضعيف، فيدعونه من دون الله، ويذبحون له، وينذرون له، ويحلفون به، وينسون الله - سبحانه - لأنه لا يجتمع التوحيد لله عز وجل - التوحيد الخالص - مع الشرك الأكبر أبدًا، فإنّ دعاء الأموات والاستغاثة بهم، والذبح لهم، وصرف النذور لهم، هو من الشرك الأكبر، فمن وقع فيه فإنه لا يكون عنده توحيد لله عز وجل وإنما يكون مشركًا، يحب القبور والأضرحة، والتعلُّق بغير الله، أكثر مما يحب الله عز وجل وأكثر مما يحب المساجد التي هي بيوت الله ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦ رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ [النور: 36- 37].

بعضهم يفضّل زيارة القبور المعظمة على زيارة بيت الله الحرام لقصد الحج، الذي هو ركن من أركان الإسلام، والذي قال الله جل وعلا فيه: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ[آل عمران: 97]،


الشرح