وكثير من الناس تمثل له صورة الشيخ المستغاث به، ويكون
ذلك شيطانًا قد خاطبه، كما تفعل الشياطين بعبدة الأصنام.
وأعظم من ذلك قصد الدعاء عنده والنذر له أو للسدنة
العاكفين عليه، أو المجاورين عنده من أقاربه أو غيرهم، واعتقاد أنه بالنذر له
قُضِيت الحاجة وكُشِف البلاء.
*****
وتفريج الكربات،
وهذه أمـور لا تُطلَب إلاّ من الله سبحانه وتعالى ولا يقدر عليـها إلاّ هـو، أما
الميت لو كان حيًّا لم يكن ليقدر على هذه الأمور، فكيف إذا كان ميتًا قد انقطع
عمله، وبقي مرتهنًا في قبره، لا يقدر على فعل طاعة، ولا التوبة من سيئة، فكيف
تنتكس العقول إلى هذا الحد، فيُعتقد في الميت أنه ينفع ويضر، وأنه يعطي ويمنع،
وأنه، وأنه... حتى بلغ بهم الأمر إلى أن اتخذوا الأموات أربابًا من دون الله.
تكرر في كلام الشيخ
رحمه الله التنبيه إلى هذه المسألة المهمة، وهي أنَّ الذين يدعون الأموات
ويستغيثون بهم، قد يستدرجهم الشيطان؛ لأنه هو الذي ساقَهُم إلى هذه الجريمة،
فيتمثل لهم في صورة الميت ويسلم عليهم ويقول: قد قَضَيْتُ حوائجكم واستجبت دعاءكم،
ونحو ذلك من الأمور التي تعبِّر عن رغباتهم واحتياجاتهم من أجل أن يغريهم، ويظنون
أنَّ هذا هو الميت، وما هو بالميت، وإنما هو الشيطان تمثَّل لهم، كما كان يتمثل
عند الأصنام فيخاطب عابديها، ويدّعي أنه يقضي حوائجهم وأنه يستجيب دعاءهم، من أجل
أن يغريهم بذلك.
وهذا من البلاء الذي
يُصاحب هذه الأضرحة، وذلك بأن يكون الذي يأتيها بقصد أنَّ هذا السادن أو هذا القبر
أو هذا الولي أو النبي
الصفحة 1 / 376