أو الميت يقضي حوائجه، وأنه يفرِّج كرباته، وأنه يُدعى
من دون الله، ويسمُّون هذا بالتوسل إلى الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى في
المشركين: ﴿وَيَعۡبُدُونَ
مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ
هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18]، وقال: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ
مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى
ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3].
على كلِّ حال، إن ما حداهم إلى الوقوع في هذا الشرك العظيم، هو هذا الزعم الباطل؛ حيث إنهم يظنون أن في الدعاء عند القبر وفي سؤال الميت تُقضى حاجاتهم وتفرّج كرباتهم، وهذا مما يزينه شياطين الإنس والجن لهؤلاء، ولو أنهم اتجهوا إلى المساجد المبنية لطاعة الله، ودخولها، وصَلَّوْا فيها، ورفعوا أيديهم بالدعاء لله سبحانه وتعالى لكان هذا هو المجدي والنافع لهم عاجلاً وآجلاً، ولكن الشيطان صرفهم - والعياذ بالله - إلى هذا القصد الخبيث ليصدهم عن دين الله عز وجل وليوقعهم في الشرك، فإنَّ الشيطان إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، الشيطان يدعو إلى الشرك، ويدعو إلى تعظيم الأموات، وإلى الغلو في الصالحين، وإلى كل بلية وإلى كلِّ شر، ولا يتوقف عند حد، بل يتدرج بأصحابه إلى المهالك، نسأل الله العافية، ولا يوقف مكره وشرّه إلاّ الاستعاذة بالله عز وجل منه، والوقوف عند حدود الله، والتفقه في دينه، ودعاؤه، والاستغاثة به، والرجاء والخوف منه عز وجل.
الصفحة 2 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد