وكذلك الملائكة يتبرأون
ممن عبدهم، وكل معبود من دون الله فإنه يتبرأ يوم القيامة ممن عبده، قال تعالى: ﴿إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ
ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ
بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ﴾ [البقرة: 166] والملائكة يتبرأون وفي هذا يقول - سبحانه
-: ﴿وَيَوۡمَ
يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ يَقُولُ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَهَٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمۡ كَانُواْ
يَعۡبُدُونَ٤٠قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلۡ كَانُواْ
يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ﴾ - أي: الشياطين - ﴿أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ﴾ [سبأ: 40- 41]
فالذين أمروهم بعبادة غير الله هم الشياطين، أما الملائكة فإنهم إنما يأمرون
بعبادة الله وحده لا شريك له. وكذلك جميع المعبودين من دون الله يوم القيامة
يتبرأون ممن عبدهم، كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن يَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا
يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَهُمۡ عَن دُعَآئِهِمۡ
غَٰفِلُونَ ٥ وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمۡ أَعۡدَآءٗ وَكَانُواْ
بِعِبَادَتِهِمۡ كَٰفِرِينَ﴾ [الأحقاف: 5- 6].
فهذا مآل المشركين يوم القيامة، أنهم يواجهون هذا الموقف الصعب، في أنَّ من عبدوهم من دون الله، وعلّقوا عليهم آمالهم في الدنيا، واستغاثوا بهم، يتبرؤون منهم يوم القيامة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد