ومن كرامة الأنبياء والصالحين أن يُتَّبع ما دعوا إليه
من العمل الصالح، ليكثر أجرهم بكثرة أجور من اتبعهم.
*****
قالوا: إنك بهذا الكلام تَنَقَّصت الصالحين، وحططت
من قدرهم! فهم يظنون أنَّ رفعة قدرهم وإعلاء مكانتهم إنما هو بدعائهم من دون الله،
وهذا من أعظم الكذب ومن أعظم الخطأ، فإنَّ هؤلاء الصالحين يكرهون ذلك ولا يرضون
به، فكيف يُكرمون بما يكرهونه ولا يرضونه؟! وكيف يُكرمون بما كانوا يُنكرونه في
حياتهم، فليس هذا غضًّا من قدرهم، وإنما هذا فيه إكرامٌ لهم واتباع لهم وصيانة لهم
مما يعتقده فيهم الجهّال، والمغرضون.
وكذلك من إكرام الأولياء والصالحين الاقتداء بهم، واتباعهم في العمل الصالح؛ لأنَّ هذا مما يزيد الله به درجاتهم وأجورهم عنده يوم القيامة؛ لأنَّ من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، وهؤلاء الأولياء والصالحون كانوا يدعون إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وكانوا ينهون عن الشرك والبدع، فمن اقتدى بهم في ذلك، كان هذا سببَ عظمة أجورهم وكثرة ثوابهم؛ لأنهم هم الذين بيّنوا هذا للناس، وسنّوه للناس.
الصفحة 4 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد