وكذلك نقل عنه أحمدُ بن القاسم أنه سئل عن الرجل يأتي
هذه المشاهد التي بالمدينة وغيرها يذهب إليها، قال: أما على حديث ابن أم مكتوم
وأنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيه، فيصلي في بيته حتى يتخذه مسجدًا، أو
على ما كان يفعل ابن عمر رضي الله عنه، كان يتتبع مواضع سير النبي صلى الله عليه
وسلم حتى رُوي أنه يصب في موضع ماءً، فيُسأل عن ذلك، فيقول: رأيت النبي صلى الله
عليه وسلم يصب هاهنا ماءً. قال: أما على هذا فلا بأس. قال: ورخّص فيه ثم قال: ولكن
قد أفرط الناس جدًّا وأكثروا في هذا المعنى.
فذكر قبر الحسين وما يفعل الناس عنده - يعني من
الإفراط - رواهما الخلال في كتاب «الأدب».
فقد فصّل أبو عبد الله في المشاهد، وهي الأمكنة التي
فيها آثار الأنبياء والصالحين، من غير أن تكون مساجد لهم، كمواضع قليلة في
المدينة، بين القليل الذي لا يتخذونه عيدًا، والكثير الذي يتخذونه عيدًا كما تقدم.
وهذا التفصيل جمع فيه بين الآثار وأقوال الصحابة، فإنه قد روى البخاري في «صحيحه» عن موسى بن عقبة، قال: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَتَحَرَّى أَمَاكِنَ مِنَ الطَّرِيقِ وَيُصَلِّي فِيهَا، وَيُحَدِّثُ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يُصَلِّي فِيهَا، وَأَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي تِلْكَ الأَمْكِنَةِ.
الصفحة 4 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد