أنَّ
النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دفن الرجل من أصحابه يقوم على قبره. ثم يقول:
«سَلُوا لَهُ التَّثْبِيتِ، فَإِنَّهُ الآْنَ يُسْأَلُ» ([1]).
فأما أن يقصد بالزيـارة سؤال الميت أو الإقسام على
الله به، أو استجابة الدعاء عند تلك البقعة، فهذا لم يكن من فعل أحد من سلف الأمة،
لا الصحـابة ولا التابعين لهم بإحسان، وإنما حدث ذلك بعد ذلك، بل قـد كـره مالك
وغيره من العلماء أن يقول القائل: «زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم ».
وقال القاضِي عياض: كره مالك أن يقال: «زرنا قبر النبي
صلى الله عليه وسلم ».
وذكرنا عن بعضهم أنه علله بلعنه صلى الله عليه وسلم
زوارات القبور. قال القاضي عياض: وهذا يرده قوله: «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ
زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا» ([2]).
وعن بعضهم: أنَّ ذلك لمَّا قيل: إنَّ الزائر أفضل من
المزور. قال: وهذا مردود بما جاء عن زيارة أهل الجنة لربهم.
قال: والأولى أن يقال في ذلك: إنما كراهة مالك له لإضافة الزيارة إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لو قال: زُرنا النبي صلى الله عليه وسلم لم يكرهه؛ لقوله: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([3]). فحمى إضافة هذا اللفظ إلى القبر والتشبه بأولئك قطعًا للذريعة، وحسمًا للباب.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (1236).
الصفحة 11 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد