×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

- بأبي هو وأمي - والسلام عليه مما أمر الله به ورسوله، وقد ثبت في «الصحيح» أنه قال: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» ([1]).

والمشروع لنا عند زيارة قبور الأنبياء والصالحين وسائر المؤمنين هو من جنس المشروع عند جنائزهم، فكما أنَّ المقصود بالصلاة على الميت الدعاء له، فالمقصود بزيارة قبره الدعاء له، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في «الصحيح» و«السنن» و«المسند» أنه كان يعلّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقول قائلهم: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ دَارِ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ، وَيَرْحَمُ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَمِنْكُمْ وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، نَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ، اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُمْ» ([2])، فهذا دعاء خاص للميت، كما في دعاء الصلاة على الجنازة الدعاء العام والخاص: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا، وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا، وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، إِنَّكَ تَعْلَم مُتَقَلَّبنَا وَمَثْوَانَا» ([3]) أي: ثم نخصّ الميت بالدعاء.

قال الله تعالى: في حق المنافقين: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَدٖ مِّنۡهُم مَّاتَ أَبَدٗا﴾[التوبة: 84] الآية، فلما نهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عليهم والقيام على قبورهم لأجل كفرهم دل ذلك بطريق التعليل والمفهوم على أنَّ المؤمن يُصلَّى عليه ويقام على قبره. ولهذا جاء في السنن:


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (974)، وابن ماجه رقم (1546)، وأحمد رقم (24425).

([2] أخرجه: أبو داود رقم (3201)، وابن ماجه رقم (1498).

([3] أخرجه: أبو داود رقم (3221).