وإنما روى ذلك من جمع الموضوع وغيره، وأجَلُّ حديثٍ
روي في ذلك ما رواه الدارقطني وهو ضعيف باتفاق أهل العلم بالأحاديث المروية في
زيارة قبره، كقوله: «مَنْ زَارَنِي وَزَارَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيل فِي
عَامٍ وَاحِدٍ ضَمِنْتُ لَهُ عَلَى اللهِ الْجَنَّةُ»، و«مَنْ زَارَنِي بَعْدَ
مَمَاتِي فَكَأَنَّمَا زَارَنِي فِي حَيَاتِي»، و«مَنْ حَجَّ وَلَمْ يَزُرْنِي
فَقَدْ جَفَانِي» ونحو هذه الأحاديث، كلها مكذوبة موضوعة.
لكنّ النبي صلى الله عليه وسلم رخّص في زيارة القبور
مطلقًا بعد أن كان قد نهى عنها، كما ثبت عنه في «الصحيح» أنه قال: «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ
عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا» ([1]).
*****
الأحاديث الواردة في
خصوص زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم كلها مكذوبة:
إنما شرعت زيارة
القبور على وجه العموم، ولم يخصَّص قبرٌ دون قبر، وبناء على ذلك فما روي من زيارة
قبره صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص والأمر بها، إنما هو مكذوب على الرسول صلى
الله عليه وسلم، كما نصَّ على ذلك الأئمة الحفاظ، فقد ذكروا أنَّ كل الأحاديث
الواردة بخصوص زيارة قبره صلى الله عليه وسلم قبل الحج أو بعده أو غير ذلك، كلها
أحاديث مكذوبة لا يحتج بها.
وإنما تدخل زيارة قبره صلى الله عليه وسلم، وقبري صاحبيه وقبور أصحابه، في عموم الأمر بزيارة القبور، لا أنها مخصصة دون غيرها.
الصفحة 1 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد