وفي «الصحيح» عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُِمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي،
وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي، فَزُورُوا الْقُبُورَ،
فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآْخِرَةَ» ([1]).
فهذه زيارة لأجل تذكرة الآخرة، ولهذا يجوز زيارة قبر
الكافر لأجل ذلك.
وكان صلى الله عليه وسلم يخرج إلى البقيع، فيسلّم على
موتى المسلمين، ويدعو لهم، فهذه زيارة مختصة بالمسلمين، كما أنَّ الصلاة على
الجنازة تختص بالمؤمنين.
*****
هذا الحديث يدلُّ
على زيارة قبور الكفار، لأجل الاعتبار والاتعاظ، لا لأجل الدعاء لهم؛ لأنَّ الله
جل وعلا رخّص لنبيّه صلى الله عليه وسلم أن يزور قبر أمه، واستأذنه أن يستغفر لها
فمنعه من ذلك، قال الله جل وعلا: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ
لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ
لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ﴾ [التوبة: 113] فبناء على
ذلك تجوز زيارة قبور الكفار لأجل الاعتبار والاتعاظ فقط، لا لأجل الدعاء
والاستغفار لهم.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يزور البقيع، ويسلم على أصحابه ويستغفر لهم، ويزور شُهداءَ أُحد ويسلم عليهم ويدعو لهم، هذا يجري على الإذن بزيارة قبور المؤمنين، بل على الأمر بمشروعية زيارة قبور المسلمين عمومًا.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (530).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد