وقد استفاض عنه صلى الله عليه وسلم في «الصحيح» أنه
قال: «لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ
مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مَا فَعَلُوا ([1]).
قالت عائشة: «وَلَوْلاَ ذَلِكَ لَأُبْرِزَ قَبْرُهُ، وَلَكِنْ كَرِهَ أَنْ
يُتَّخَذَ مَسْجِدًا» ([2]).
وفي «الصحيح» أنه ذُكر له كنيسة بأرض الحبشة وذُكر له
من حُسنها وتصاوير فيها، فقال: «أُولَئِكَ إِذَا مَات فِيهِمُ الرَّجُلُ
الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ
التَّصَاوِيرِ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([3])،
وهذه في «الصحيح».
وفي «صحيح مسلم» عن جندب بن عبد الله قال: سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: «إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللهِ أَنْ
يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ، فَإِنَّ الله قَدِ اتَّخَذَنِي خَلِيلاً، كَمَا
اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلاً
لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً، أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا
يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ، أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا
الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([4]).
وفي «السنن» عنه: أنه صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي» ([5]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1390)، ومسلم رقم (529).
الصفحة 3 / 376