حي، طلب منه أن يدعو الله تعالى أن يرد عليه
بصره، فأمره أن يتوضأ وأن يصلِّي، وأن يدعو الله جل وعلا أن يشفِّع فيه نبيه
محمدًا صلى الله عليه وسلم، بأن يقبل دعاء نبيه له، فقَبِل الله تعالى دعاءه فشفّع
فيه نبيه صلى الله عليه وسلم، فردّ الله تعالى عليه بصره، وهذه الشفاعة إنما هي
بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم له، وهذا الشيء جائز وسائغ، وهو أن يطلب من النبي
صلى الله عليه وسلم أو من غيره من الأحياء الحاضرين أن يدعو الله تعالى له أن يقضي
حاجته.
ثالثًا: استدلوا بما
ورد في حديث: «أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ» ([1]). وهذا الحديث ذكر
الشيخ أنَّ في سنده مقالاً؛ لأنه من حديث جابر الجعفي وهو ضعيف، فهو ضعيف من ناحية
السند.
ولو صح فيفسّر بأنَّ المراد بقوله: «أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ» أنَّ الله جل وعلا وعد السائلين أن يستجيب لهم، فقال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾ [غافر: 60] فوعدهم أن يستجيب لهم، هذا هو حقهم عليه بوعده الصادق - سبحانه - وهو الذي أوجب على نفسه ذلك.
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (778).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد