لهم، قال تعالى: ﴿تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا
كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسَۡٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة: 134] فلا
ينفع صلاح الغير، ولا عبادته غيره، وإنما الذي ينفع فهو فعل ما أمر الله جل وعلا
به، من عبادته ودعائه والتضرع إليه، فعلى من يريد الوسيلة أن يتقرَّب إلى الله
سبحانه وتعالى بنفسه لا بأعمال الآخرين وطاعاتهم.
فليست الوسيلة اتخاذ الأشخاص وسائط، بين الإنسان الداعي وربِّه؛ لأنَّ هذا شيء لم يأمر الله به، ولم يشرعه لعباده، وإنما شرّعه المبتدعة، وهو لا ينفعهم شيئًا عند الله سبحانه وتعالى ومما يدلُّ على أن من أنواع التوسل: التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة التي عملها الإنسان، وليست الأعمال التي عملها غيره، حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم صخـرة في غار دخلوا فيه ليبيتـوا فيه، فانطبقت عليهـم وسدّت عليهم باب الغار، ولم يستطيعوا الخروج، فتوسَّلُوا إلى الله بأعمالهم السابقة، فتوسَّل أحدُهم ببرِّه بوالديه، والثاني توسل إلى الله بأداء الحقوق التي عليه للناس، والثالث توسل إلى الله بحفظ فرجه، والبُعد عن الزنا، فالله جل وعلا رحِمهم، وفرّج عنهم وأزاح عنهم الصخرة ([1]).
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1498)، وابن ماجه رقم (2894)، و أحمد رقم (195).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد