فإنَّ ابتغاء الوسيلة إليه: هو طلب ما يُتوسَّل به،
أي: يُتوصل ويُتقرب به إلى الله - سبحانه - سواء كان على وجه العبادة والطاعة
وامتثال الأمر، أو كان على وجه السؤال له والاستعاذة به، رغبة إليه في جلب المنافع
ودفع المضار.
*****
ومن أنواع التوسل الجائز: دعاء الصالحين، فأنت تطلب من العبد الصالح أن يدعو الله لك، وهذا شيء مشروع، والنبي صلى الله عليه وسلم قال لعُمر لما أراد العمرة: «يَا أُخَيَّ لاَ تَنْسَنَا مِنْ دُعَائِكَ» ([1]) وكان عمر رضي الله عنه يتوسل بدعاء العباس لما أجدبوا، فدعا الله لهم، فسقاهم الله، وقال: «إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا» فدعا الله لهم فسُقوا ([2]) فهذا دليل على أن التوسل لا يكون بالأشخاص، وبذوات المخلوقين، ولا بأعمال المخلوقين التي عملوها لأنفسهم، وإنما التوسل بالدعاء، دعاء الصالحين لمن احتاج إلى ذلك.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1010).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد