×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

فإنَّ ابتغاء الوسيلة إليه: هو طلب ما يُتوسَّل به، أي: يُتوصل ويُتقرب به إلى الله - سبحانه - سواء كان على وجه العبادة والطاعة وامتثال الأمر، أو كان على وجه السؤال له والاستعاذة به، رغبة إليه في جلب المنافع ودفع المضار.

*****

 ومن أنواع التوسل الجائز: دعاء الصالحين، فأنت تطلب من العبد الصالح أن يدعو الله لك، وهذا شيء مشروع، والنبي صلى الله عليه وسلم قال لعُمر لما أراد العمرة: «يَا أُخَيَّ لاَ تَنْسَنَا مِنْ دُعَائِكَ» ([1]) وكان عمر رضي الله عنه يتوسل بدعاء العباس لما أجدبوا، فدعا الله لهم، فسقاهم الله، وقال: «إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا» فدعا الله لهم فسُقوا ([2]) فهذا دليل على أن التوسل لا يكون بالأشخاص، وبذوات المخلوقين، ولا بأعمال المخلوقين التي عملوها لأنفسهم، وإنما التوسل بالدعاء، دعاء الصالحين لمن احتاج إلى ذلك.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (1010).

([2] أخرجه: أبو داود رقم (1479)، والترمذي رقم (2969)، وأحمد رقم (18391).