الصَّالِحُ فَمَات، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ
مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ
عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([1]).
فإنّا لم نؤمر بإحياء الآثار التي هي بمعنى الأطلال الخَرِبة التي مات أهلها وانتقلوا عنها وصارت خربة، فالواجب أنها تُنسى وتُترك، وإحياؤها والتردد عليها وتعليق قلوب الناس بها ليس من الدِّين في شيء، بل هـو من الأسباب التي تؤدي إلى الشرك، كما حدث للأمم السابقة، ولهذا حذّرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك، وقد تمسك الصحابة ومن جاء بعدهم من القرون المفضلة ومن جاء بعدهم، تمسكوا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يلتفتوا إلى هذه الآثار التي هي مجرّد أطلال خربة، ومساكن قديمة، وكذلك التي نزل بها الأنبياء أو جلسوا فيها، ما كانوا يتتبعون هذه الآثار؛ لعلمهم أن هذا ليس من الدين، بل هو ضرر علىهم، فالواجب أن نسلك طريقهم، وأن نسير على نهجهم، وأن نتمسك بديننا، وأن نعلم بأنَّ الآثار التي أُمرنا باتباعها ومعرفتها هي آثار النبوة وآثار الوحي من الكتاب والسنة، أن نتمسك بذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعدِي» ([2])، والله أمرنا باتباع الكتاب، قال تعالى: ﴿كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [ص: 29] وقال سبحانه وتعالى: ﴿ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ﴾ [الأعراف: 3]، فالله جل وعلا أمرنا باتباع الكـتاب والسنـة، ونـهـانا أن نحيـي